كولونيا، ألمانيا (CNN) -- أظهرت دراسة ألمانية حديثة حول علاقة الشوكولاتة بالصحة العامة للإنسان، أن تناول كميات صغيرة، وبصورة منتظمة، من الشوكولاتة السوداء يساهم في خفض ضغط الدم والوقاية من أمراض الشرايين.
وقد عمد معدو الدراسة إلى استخدام أنواع من الشوكولاتة ذات السعرات الحرارية المنخفضة لمراقبة تأثيرها على المرضى، ذلك بهدف عزل التأثير السلبي للكاكاو الغني بالسعرات.
وقالت الدراسة التي نشرتها الأربعاء مجلة الرابطة الطبية الأمريكية، بالاعتماد على ما أوردته جامعة كولونيا الألمانية، إن تأثير الشوكولاتة السوداء فاق تأثير تلك البيضاء في الحد من ارتفاع ضغط الدم.
وأكدت الدراسة التي شملت 44 شخصاً، تتراوح أعمارهم ما بين 56 و73 عاماً، أن البيانات المستخلصة تؤكد صحة دراسات أخرى مشابهة هدفت إلى دارسة تأثير مادة الفلافانول الموجودة في الكاكاو أو النبيذ الأحمر على الصحة.
وقد تلقى المشاركون في الدراسة كمية لا تتجاوز ستة غرامات من الشوكولاتة يومياً لمدة خمسة أشهر، ويعتقد الأطباء أن هذه الكمية مسؤولة عن إحداث تفاعلات كيماوية معينة داخل الأوردة والشرايين تساهم في تنظيم جريان الدم والحد من مخاطر ارتفاع الضغط.
وحول هذه النتائج، قالت الدكتورة لورا سفتكي من جامعة ديوك الأمريكية: "النتائج الطبية لهذه الدارسة مهمة جداً، لكن لا بد من توسيع الأبحاث لتشمل عدداً أكبر من الأشخاص على فترات زمنية أطول."
ودعت سفتكي إلى عدم التسرع بقراءة استنتاجات الدارسة والانصراف إلى تناول كميات الشوكولاتة بحرّية، لما في ذلك من مخاطر غير محسوبة تتعلق بالسمنة الزائدة وفقاً لأسوشيتد برس.
يذكر أن كافة المشاركين في الدراسة اختيروا من بين مرضى ضغط الدم المرتفع، وقد سجل أقصى معدل لضغطهم انخفاضاً بمعدل ثلاثة نقاط بعد المواظبة على تناول الشوكولاتة السوداء لمدة 18 أسبوعاً.
وبالمقارنة، فإن معدل ضغط الذين حصلوا على كميات الشوكولاتة البيضاء، الخالية من الكاكاو، ظل ثابتاً طوال الفترة عينها.
وقد طُلب من المشاركين الحفاظ على نمط حياتهم المعتاد وعدم تغيير أطباقهم اليومية، إلى جانب الاحتفاظ بسجلات تظهر نوعية الأطعمة التي تناولوها لعزل أي عوامل مؤثرة.
وكانت دراسة طبية بريطانية صدرت في فبراير/ شباط الماضي قد أكدت أن مادة الفلافانول الكيمائية التي تدخل في تكوين حبوب الكاكاو، والتي يتم غالباً التخلص منها لدى إعداد المنتج للأسواق بسبب مذاقها المر، تمتلك خصائص طبية مهمة تساهم في تحفيز ضخ الدم إلى شرايين الدماغ، والحد من ظاهرة ضعف الذاكرة.
ولفت معدو الدراسة إلى أن إعداد الشراب من أنواع محددة من حبوب هذه النبتة التي تحتوي على مادة "فلافانول" المضادة للأكسدة، يضمن نتائج باهرة لناحية تحسين قدرة عمل الدماغ لدى الفئات العمرية المتقدمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق